من يصنع إعلام الدعاية ليعطيك محتوى مخدر “أن كل شيء على ما يرام”.. متى يشيطنك او يجهز لك هذه التهم..؟

إعلام الدعاية يعطيك ذلك المخدر أن كل شيء على ما يرام.

قد تقتنع بذلك لدرجة أن تتقمص دور المنافح عن السلطة في المواقع الاجتماعية، فتخلط بينها وبين الوطن.

لكن إعلام الدعاية لن يدافع عن حقك في حياة كريمة، ولن يدافع عن حقك في أن تعبر عن رأيك، بل سيشيطنك إذا ما تجاوزت خطوط النقد المسموح بها، ستتحول عندهم إلى عميل ومجرم ولص ومتحرش ومغتصب وبائع مخدرات ومنتهك لقوانين العمل، وطبعا هناك إعلام دعائي سيكون متواجدا ليلة القبض عليك لتغطية الحدث.

إعلام الدعاية لن يصارحك حتى بتلك الحقيقة السهلة الموجودة بضغطة زر على جوجل، سيحاول إيهامك أن أرقام البنك الدولي غير دقيقة، وأن تقارير المنظمات الحقوقية المشهود لها دوليا بالمصداقية مغادية، وأن أيّ خبر لم يخرج من مطابخ الدعاية هو كلام مغرض.

سيحاول إيهامك أنك تعيش في بلد ضمن القوى العظمى، وأنتَ الذي لم تجد عملا يحفظ كرامتك، أو تعيش تحت الصفر بأجر لا يصلح سوى لإسكات صاحب الكراء.

إعلام الدعاية سيقول لك إن الحياة أكل خبز ومشاهدة للأفلام وحضور للمهراجانات ومتابعة لكرة القدم,

سيناقش معك فضائح اليوتوبر وغرامياتهم وجديدهم، لكنه لن يقوى على نقاش من يوجدون في السلطة.

وإذا ما احتججت يوما على حقك، لن يغطي ذلك، بل سيغطي ندوة لمسؤول يوزع فيها كلام الخشب.

كل شيء جميل. وإذا وُجد الخطأ، فهي حادثة سير تسبب فيها “تهور” مواطن، طبعاً مع المغالاة في إظهار الخطر الأجنبي وتفريخ المحللين وزركشة السياسات الاستراتيجية، تماما كما تم تزويق سياسات 1970 و1980 وغيرها في ذلك الحين، وطبعا نحن في طور انتقال لم يُعرف متى بدأ ولا متى سينتهي.

كل تشابه مع الواقع.. ليس من وحي الصدفة.

▪︎المصدر : صفحة الإعلامي إسماعيل عزام

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

مقالات ذات صلة

علق على هذه المادة

التعليقات تعبر عن رأي صاحبها فقط ... كما يرجى الالتزام بالأداب العامة

54 − = 50