المغرب: بين فاجعة ليساسفة التي قتل فيها 55 عاملا حرقا ومأساة طنجة التي قتل فيها 28 شخصا غرقا 13 سنة.. ماذا تغير؟
Ξ همس نيوز – بروكسيل
“أصبح واضحا، انه بعد 13 سنة بين فاجعة اليساسفة التي قتل فيها 55 عاملا وفاجعة طنجة الآن التي ذهب ضحيتها 28 شخصا، لم يتغير شيئا”، يقول بعض المراقبين.
و يوم 26 أبريل سنة 2008 قتل 55 عاملا، ذهبوا ضحية حريق شب بأحد مصانع المفروشات بمدينة الدار البيضاء كانت تنعدم أبسط شروط الوقاية وحماية المستخدم من المخاطر التي تحدق به، والحالة نسخة طبق الأصل في الكثير من المصانع والمشاتل والضيعات في المملكة المغربية حيث ظروف العمل السيئة تتسم بالقساوة والظلم والاستغلال، السلطات تقول ان البحث جار على قدم و ساق لتحديد المسؤول عن هذه الكارثة الرهيبة!!!.
بعد مأساة اليساسفة “شهيدات الطحين، قتل سنة 2017 15 إمرأة وهن يتزاحمن من أجل كيس دقيق” و”شهيدا الفحم” و”شهيدات السلع المهرّبة” و”شهيد السمك” و”شهيدة الرغيف”… والآن (شهيدات طنجة)ومزالت الألقاب مستمرة في المغرب. للإشارة هم مواطنين لقوا حتفهم وهم يبحثون عن لقمة العيش أو يدافعون عن الحقّ في امتلاكها. ويبدو ذلك كظاهرة مجتمعية تتمدّد خلال الفترة الأخيرة.
ويوم 29 أبريل 2008، كتب عبدالحميد عساسي في موقع هسبريس عن مقتل 55 عاملا في اليساسفة وهو يوجه انتقاد لاذع لحكومة الفاسي: محرقة مصنع ليساسفة ما هي الا نموذج مصغر من المحرقة الكبرى، صناعها الفاسي ومن معه، محرقة يكتوي بسعيرها الشعب المغربي المبتلى بحكومة أقلية فاشلة، و بوزير فاشل يتنمي لحزب كان من وراء القضاء على التعليم وجعله حكرا على أبناء الطبقة الميسورة، حزب كان من وراء حرمان الكثير من الطاقات و المواهب ممن قدر لهم أن يكونو من ذوي الدخل المحدود والطبقة المسحوقة، فكان مصيرهم الشارع و الحلم بأضواء أوروبا ووقفات لا تنتهي أمام البرلمان…
وعبر الكثير من النشطاء عن غضبهم من ما أسموه بمسرحية سلطات المملكة، التي قالت ان “معمل النسيج معمل سري”، وسخروا من علم السلطات بفتيات بوعشرين ومسرحيات عمر الراضي والريسوني ومعتقلي الرأي، وجهلها بمعمل قائم بذاته يعرفه الكل، مشيرين الى الاعتقالات التعسفية التي تمارسها الدولة ضد كتاب الرأي والصحفيين وكل من ينتقد الأوضاع في المغرب.
وجاء في بعض التدوينات “الشيئ الذي تغير في المغرب هو رفع مستوى القمع”.
وفي تدوينات أخرى من بين الملايين التدوينات الغاضبة من سياسة الدولة تجاه الطبقة الضعيفة:
“لماذا يطبق القانون فقط على بائع متجول بعربة؟”.
“..حتى دفن شهداء طنجة سري، كل شيئ سري في هذا البلاد، الا صاحب رأي ينتقد المخزن”.
وفي المقابل هناك من قال: “هده الأحداث موجودة في كل بقاع العالم لماءل الركوب على الأحداث والتلاعب التلاعب بأرواح البسطاء”.
“هذه حادثة عرضية تحدث حتى في الدول المتقدمة الغنية”.
هذا ووفق بعض الصحف، طالب العاهل المغربي من وزير الداخلية بعدم تكرار “مأساة طنجة”، والتسريع في معرفة كل تفاصيل ما له علاقة بالفاجعة. جاء هذا التطور في إجتماع وزاري بالقصر الملكي بفاس، أمس الخميس.
وقال الناشط الحقوقي الأستاذ خالد البكاري :
ليست هذه الوحدات الصناعية هي السرية،، الوالي والعامل والقايد والمقدم هم السريون،،،
حين يدخل ازيد من ثلاثين شخصا إلى معمل ببيت للاشتغال يوميا وسط حي مأهول بالسكان،، فهذا معناه تواطؤ مسؤولي الداخلية والتشغيل..
هذا معناه رشاوي لسنوااااااااااااااااات.
في المغرب يتم تفكيك خلايا إرهابية وهي ما زالت في طور التخطيط، ويتم التوصل إلى اصحاب التدوينات حتى وهم يكتبونها بأسماء مستعارة،، لكن يتعذر الانتباه لمعمل “سري” وسط حي سكني مأهول، وهو يشتغل لسنوات….
الفساد لا ندفع ثمنه تأخرا في التنمية فقط، بل كذلك ندفعه أرواح مواطنين فقراء…
إذا كان الفقر كاد أن يكون كفرا، فالفساد هو الكفر عينه.
بس: مجموعة مما يسمى معامل سرية تشغل آلافا من اليد العاملة في القطاع غير المهيكل، وعوض ان تسهل الدولة مساطر تحويلها للقطاع المهيكل ، تتم عرقلة اي مخطط لإعادة تنظيمها وهيكلتها، لأن وضعها الحالي تستفيد منه لوبيات متعددة تعيش من الفساد والرشوة. فالمشكل الأساس ليس في أصحاب هذه الوحدات (الذين سيتحول بعضهم لأكباش فداء)، بل في بنية ومافيا الفساد التي ترعى هذا الخراب.