أين اللقاح الذي وعد به المغرب..؟ هل يتسول منظمة الصحة العالمية للإستفادة من مبادرة “كوفاكس” ليحصل على لقاحات مجانية؟

Ξ بقلم الإعلامي إسماعيل عزام

أين هو اللقاح الذي روجت له الدولة المغربية منذ مدة طويلة قبل الترخيص له في أيّ دولة؟

نهاية دجنبر الماضي، كانت 50 دولة قد شرعت في التلقيح. الأكيد أن العدد ارتفع أكثر وأكثر وهناك دول متوسطة الدخل بدأت التلقيح مؤخرا كألبانيا، كما بدأته تركيا وأندونيسيا ودول خليجية كثيرة فضلا عن جل الدول الكبرى.

ونحن.. أين نحن ودولتنا أعلنت عن اللقاح وتركت المواطنين يتساءلون دون جواب شاف؟

المثير أن المغرب رخصّ للقاح أسترازينكا-أكسفورد، وهو اللقاح الذي لم يتلق لحد الآن الترخيص في دول الاتحاد الأوروبي – وُضع الطلب من لدن مصنعي اللقاح قبل 3 أيام- ، ولم ترخص له سوى دول قليلة للغاية من بينها بريطانيا، وهناك اقتناع علمي، لحد الآن، أنه أقّل فعالية من لقاحي فايزر وموديرنا الللذان تم الترخيص لهما أوروبيا، وقد سبق لوكالة الأدوية الأوروبية أن طلبت قبل أسبوعين معطيات إضافية من أصحاب لقاح أسترازينكا لأنه لم يتأكد في حينه أنه فعال بالحد المطلوب.

أتذكر تصريحا نشرته صحيفة مغربية عن مصدر في وزارة الصحة، قال فيه إن المغرب فضل اللقاح الصيني على اللقاح الأمريكي-الألماني لأن هذا الأخير غالي ولا يقل فعالية عنه -أمر تساوي الفعالية غير صحيح وتؤكده التجارب العلمية وحتى اعتراف مصنعي اللقاح في الصين-.
صعوبات الحصول على اللقاح وسط التنافس العالمي أمر عادي جدا وهناك فعلا ضغوط كبيرة على الحكومة المغربية، لكن المشكلة في الدعاية الكبيرة التي قامت بها الدولة لعملية التلقيح قبل أن تبدأ العملية في أيّ دولة في العالم، وهي الدعاية التي ترتبط أكيد بالصحة العمومية، لكن كذلك بالنواحي الاقتصادية نظرا لطموح مغربي في تسويق اللقاحات بإفريقيا ونواحي أخرى تخصّ عشق الدولة للدعاية لها.

عموما كان يمكن التوقف عن تعميم السراب في وقت مبكر، ففي نهاية الأمر سنتوصل باللقاح ولو كان ذلك عبر مبادرة “كوفاكس” التي تشرف عليها منظمة الصحة العالمية، والتي تضم الكثير من الدول عبر العالم بينها الدول الفقيرة والمتوسطة الدخل، والأكيد أن بينها الدول التي لا تنتج شيئا ومع ذلك تغالي في التباهي.

المصدر: صفحة إسماعيل عزام
عنوان المادة: من إختيار موقع همس نيوز

“كوفاكس” : هي مبادرة أطلقتها منظمة الصحة العالمية لتوفير لقاح “كورونا” للدول الفقيرة والمتوسطة، ودعمتها المجموعة الأوروبية بـ 500 مليون يورو من أجل ضمان حصول ملايين الأشخاص في أفريقيا وآسيا ومنطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادي، وفي شرق وجنوب أوروبا على لقاح ناجح لوباء “كورونا” بشكل عادل ومنصف، وستؤدي مساهمة الفريق الأوروبي إلى تسريع الجهود العالمية للسيطرة على الوباء، وتوسيع نطاق توزيع لقاح ناجح بمجرد توفره. كما أن “كوفاكس” تلقت مساهمات عالمية من خارج أوروبا. إلى حدود 15 ديسمبر 2020 كان بحوزتها 850 مليون يورو.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

مقالات ذات صلة

علق على هذه المادة

التعليقات تعبر عن رأي صاحبها فقط ... كما يرجى الالتزام بالأداب العامة

+ 44 = 47