Ξ همس نيوز عن
اعتقلت الشرطة الفرنسية 81 شخصاً شاركوا في الاحتجاجات التي اندلعت رفضاً لمشروع قانون أمني، في حين لقي عنف الشرطة الفرنسية تنديداً واسعاً بعد اعتدائها على المصور السوري أمير الحلبي في أثناء تغطيته المظاهرات، وإصابته بجروح بالغة جراء ضربه بالهراوات.
اعتقال 81 شخصاً في احتجاجات مناهضة لمشروع قانون أمني
أعلنت الشرطة الفرنسية، الأحد، اعتقال 81 شخصاً على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات التي اندلعت أمس في عموم البلاد.
وقالت الشرطة، في بيان: إنّ “نصف مليون شخص شاركوا في الاحتجاجات في جميع أنحاء فرنسا، وتم إلقاء القبض على 81 شخصاً غالبيتهم في العاصمة باريس من أجل استجوابهم”، حسبما نقلت شبكة “BFM TV” التلفزيونية الفرنسية.
واندلعت مناوشات بين الشرطة والمتظاهرين خلال الاحتجاجات أمس، أسفرت عن إصابة 62 من عناصر الشرطة، حسب المصدر ذاته.
وأضافت الشرطة الفرنسية في بيانها: أنّ “62 من عناصرها بينهم 23 في باريس أصيبوا خلال احتجاجات السبت، كما أصيب 3 من المتظاهرين بينهم صحفي سوري مستقل”.
الاعتداء على مصور سوري
من جانبها نددت منظمة “مراسلون بلا حدود”، السبت، بارتكاب الشرطة الفرنسية أعمال عنف “غير مقبولة” ضد مصور سوري، أثناء تغطيته الاحتجاجات في باريس.
حدث ذلك حين كان المصور السوري أمير الحلبي (24 عاماً) يغطي التظاهرة في ساحة الباستيل بصفته صحفياً مستقلاً.
وأعلن الأمين العام لـ”مراسلون بلا حدود” كريستوف دولوار، أن أمير أصيب “بجروح في وجهه جراء ضربة هراوة”.
وأضاف دولوار في تغريدة عبر تويتر “كل تضامننا مع أمير الحلبي”، مشدداً على رفض “عنف الشرطة غير المقبول”.
وتابع دولوار “جاء أمير من سوريا إلى فرنسا بحثاً عن الأمان، مثلما فعل العديد من الصحفيين السوريين الآخرين، بلاد حقوق الإنسان يجب أن لا تُهددهم بل تحميهم”.
ونشر دولوار صورة للحلبي على سرير في المستشفى، وقد لفّ رأسه بضمادات في حين كان أنفه لا يزال ينزف، في صورة التقطتها المصورة الصحفية المستقلة غابرييل سيزار التي كانت إلى جانبه وفقدت أثره خلال تدخّل للشرطة في أحد الشوارع الصغيرة، على حد قولها.
وقالت سيزار: “كانت الشرطة تعرف أننا صحفيين، كنّا نقف عند حائط، ونصرخ صحافة! صحافة!”، وتابعت: “ألقى بعض المتظاهرين مقذوفات ثم تدخّلت الشرطة مستخدمة الهراوات”، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأضافت: أن “أمير كان المصوّر الوحيد الذي لم يكن يضع خوذة أو شارة، فقدتُ أثره ثمّ وجدته محاطاً بأشخاص ووجهه ملطخ بالدماء وملفوف بضمادات”.
وروت المصوّرة أنه “تأثر نفسياً جداً وبكى قائلاً إنه لا يفهم لماذا يعدّ التقاط الصور خطأً يستوجب الضرب”.
وقال ديميتري بيك مدير التصوير في مجلة بولكا، الذي يتابع أمير منذ وصوله إلى فرنسا قبل نحو ثلاث سنوات، إن المصور أصيب بكسر في الأنف وبجروح في جبينه ونُقل إلى المستشفى.
والحلبي الذي فاز بالعديد من الجوائز الدولية، بما في ذلك جائزة المرتبة الثانية لفئة “سبوت نيوز” لصور الصحافة العالمية “وورلد برس فوتو” في 2017، كان غطى لحساب وكالة الصحافة الفرنسية المعارك والدمار في مدينته حلب.
وحصل على جائزة “نظرة الشباب في سن الـ15” عن صورة التقطها لوكالة الصحافة الفرنسية تُظهر رجلين يحتضن كل منهما رضيعاً ويسيران في شارع مدمّر في حلب.
الصورة التي التقطها أمير في أثناء تغطية المعارك في حلب وحصل بسببها على جائزة
الصورة التي التقطها أمير في أثناء تغطية المعارك في حلب وحصل بسببها على جائزة “وورلد برس فوتو” 2017 (Getty Images)
مظاهرات مستمرة ضد قانون الأمن الشامل
والسبت خرج نحو نصف مليون متظاهر في عدة مدن فرنسية، وشاركوا في احتجاجات واسعة تحت عنوان “مسيرات الحرية” لرفض مشروع قانون “الأمن الشامل” المثير للجدل، في ظل تصاعد عنف الشرطة تجاه المحتجين.
وذكر موقع “فرانس 24” أن “منظمي عشرات التجمعات في فرنسا يعتبرون أن القانون ينتهك الحريات في بلد تهزه منذ الخميس قضية جديدة تتعلق بعنف الشرطة”.
ويقيد مشروع القانون نشر صور ضباط الشرطة في أثناء عملهم، مع فرض عقوبة بالسجن لمدة عام واحد وغرامة قدرها 45 ألف يورو على أي شخص ينشر صوراً لوجه ضابط شرطة أو درك أو أي علامة تعريفية في أثناء أداء وظيفته من أجل “إلحاق الأذى الجسدي أو النفسي به”.
كما يضع مشروع القانون إطاراً لاستخدام كاميرات المراقبة والطائرات من دون طيار لمكافحة الإرهاب ومراقبة التظاهرات.
من جهتها، تؤكد الحكومة الفرنسية أن “مشروع القانون يهدف إلى حماية العناصر التي تتعرض لحملات كراهية ودعوات للقتل على شبكات التواصل الاجتماعي مع كشف تفاصيل من حياتهم الخاصة”.
واحتدم الجدل في البلد بشأن الموضوع إثر قيام الشرطة، الاثنين، بتفكيك مخيم أقيم لإيواء مئات اللاجئين وسط باريس، ومنعت وصول المساعدات الغذائية إليه.
في حين بلغ الاستنكار ذروته، الخميس، عند نشر صور كاميرات مراقبة تظهر 3 من الشرطة يعتدون بالضرب المبرح على منتج موسيقي من أصول إفريقية.