همس نيوز ـ عن بوابة الشرق
أكد تقرير لمنتدى الخليج الدولي أن رؤية 2030 السعودية في مهب الريح رغم إصرار ولي العهد السعودي على مواصلة الدعاية لها إلا انه وبسبب الغضب واسع النطاق في أعقاب قضية مقتل خاشقجي، وسجن نشطاء حقوق الإنسان في السعودية، والأزمة اليمنية المستعرة فان صورة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أصبحت مشوهة في واشنطن والعواصم الغربية الأخرى.
وأشار التقرير الشهري للمنتدى الذي ترجمته الشرق أن محمد بن سلمان لا يزال ملتزمًا برؤية 2030، حيث يستخدمها كمحفز لمواصلة الترويج لنفسه على أنه المصلح في المملكة غير أن برنامج الإصلاح الكبير الذي يهدف إلى تنويع اقتصاد السعودية بعيداً عن موارد النفط تماشياً مع وصفات الليبرالية الجديدة، سيتطلب مبالغ ضخمة من الاستثمار الأجنبي لكن مع استمرار تدهور سمعة السعودية في الغرب على خلفية قضايا لا حصر لها أسفرت عن انتقاد قوي لولي العهد من دول أمريكا الشمالية وأوروبا وعدد من الدبلوماسيين الأوروبيين مما سيعرقل القيادة السعودية من اجتذاب الاستثمار الأجنبي اللازم لتنفيذ رؤية 2030.
ضبابية الرؤية
ذكر التقرير أن القيادة السعودية، حددت فعلياً رؤية للنجاح في إبعاد اقتصاد المملكة عن النفط وخلق فرص عمل للشباب السعوديين خارج القطاعات الهيدروكربونية لكن من بين التحديات العديدة التي يجب أن تواجهها السعودية عندما يتعلق الأمر بتنفيذ هذا الإصلاح هي تجاوز مسألة عدم الارتياح بين المستثمرين الأجانب في الغرب.
ومما لا شك فيه أن عام 2018 كان عامًا صعبًا بالنسبة لعلاقة الرياض ليس مع واشنطن فحسب، بل أيضًا بالعواصم الأوروبية و ذلك على خلفية قضية جمال خاشقجي، الخلاف الدبلوماسي السعودي الكندي، الاهتمام العالمي بمأساة الناشطين الحقوقيين المسجونين في المملكة، بالإضافة إلى القلق المستمر في أعقاب حملة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري واعتقالات فندق ريتز كارلتون لعام 2017 مما جعل عددا من المستثمرين في أمريكا الشمالية وأوروبا يقومون بإعادة تقييم تحليلاتهم من حيث التكلفة والنجاعة مقابل دعم رؤية 2030.
وأكد التقرير أن قرارات محمد بن سلمان شديدة الانفعال، والعاطفية، والاندفاعية في عملية صنع القرار الخاصة به، والتي تؤدي إلى زعزعة ثقة بعض المستثمرين الأجانب الذين لديهم مخاوف من عدم وجود سيادة القانون في السعودية. كما إن ندرة الشفافية في الوقت الحالي في السعودية تزيد من القلق بشأن الاتجاهات السعودية سيما مع سيطرة ولي العهد على الكثير من السلطة على حساب تقاليد العائلة المالكة.
في الوقت نفسه مازال هناك غضب شعبي على مقتل خاشقجي والأزمة المستمرة في اليمن، والتي تسببت في الملايين من النازحين على حافة المجاعة، وهي تكاليف إنسانية جديدة تؤدي إلى مخاطر على سمعة المستثمرين الذين يشعرون بحساسية تجاه رد الفعل من منظمات المجتمع المدني في الغرب التي تفرض مزيدًا من التدقيق على الشركات ذات الروابط بالمملكة.
الفشل هو المصير
أورد التقرير أن فشل رؤية 2030 في جذب ما يكفي من الاستثمارات من الشركات ورجال الأعمال الغربيين، سيجعل السعوديين يحولون دون شك تركيزهم إلى الشرق، وينظرون أكثر إلى الصين والدول الآسيوية الأخرى التي حققت نموًا اقتصاديًا مذهلًا طوال القرن الحادي والعشرين.
ومع ذلك، يجب على المسؤولين في الرياض الحرص على عدم الاستنتاج الزائف بأن المملكة لا تحتاج إلى استثمارات أجنبية من الغرب بناء على اهتمام الدول الآسيوية برؤية 2030. يجب أن تترك الأسئلة حول استدامة الاستثمار الصيني قلقا لدى القيادة السعودية بشأن الآثار المترتبة على إمكانية التصعيد ضد محمد بن سلمان من جانب مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون مما يهدد رؤية 2030 وقدرتها على جذب المزيد من الاستثمارات من الكيانات الأمريكية في ظل المناخ السياسي الجديد في واشنطن حيث فقد ولي العهد صورته الإصلاحية التي استثمر من أجل الأموال سابقا بكثافة خلال جولاته الأمريكية.
* بوابة الشرق