التنافس العسكري والتجاري على إفريقيا يحتدم بين أمريكا والصين وروسيا

يوما بعد يوم يزداد تنافس القوى العالمية الكبرى على إفريقيا شراسة؛ فالجميع يسعى للسيطرة على مواقع استراتيجية في القارة ويحاول الوصول بأقصر طريق وأقل جهد للمواد الأولية التي تكنزها القارة السمراء.

ويظهر الأمريكيون أكبر اهتمام بالقارة السوداء إلا أنهم يواجهون منافسة قوية من الصين وروسيا.

وسألت وكالة “أكوفين” الإخبارية الجنرال كريستوفر غفولي القائد العام لقسم أوروبا وإفريقيا في الجيش الأمريكي عما إذا كان الوجود العسكري الروسي المتعاظم داخل إفريقيا، سيؤثر على الطرق التي تخطط بها الولايات المتحدة لنشاطاتها داخل القارة.

وكان رد الجنرال كريستوفر أن “الولايات المتحدة تقدم للأفارقة تعاونا أفضل بكثير مما يقدمه الصينيون والروس”.

وقال “نحن نقدم نموذجا مختلفا للتعاون: فنحن نوفر الاستقرار ومكافحة المنظمات الإرهابية وترسيخ الديموقراطية وصون حقوق الإنسان ودعم دولة القانون وهي القضايا التي ما فتئت الولايات المتحدة تدافع عنها” حسب قوله.

وقال إن “النشاطات والعمليات والاستثمارات التي يقدمها الجيش الأمريكي لإفريقيا تخدم في ذات الوقت، المصالح الأمريكية ومصالح الشركاء الأفارقة في مجال الأمن، فالأمر يخصنا نحن وإفريقيا دون أي جهة أخرى”، حسب تعبيره.

وخلال المناقشة، تدخل الجنرال أندراو رولينغ مساعد الجنرال كريستوفر ليتحدث عن الوجود الصيني في إفريقيا، وقال “تعتبر إفريقيا جبهة صاعدة في مجال التنافس العالمي، والصينيون يزاحمون في القارة منتهزين ما فيها من فرص، أما مقاربتنا نحن في الولايات المتحدة، فهي إقامة شراكة ندية بيننا وبين شركائنا الأفارقة”. وجاء هذا النقاش لاستكشاف مدى اهتمام الولايات المتحدة بالقارة الإفريقية أشهرا قبل تنفيذ المناورات العسكرية الأمريكية المشتركة على مستوى عدد من دول القارة والمقررة في يونيو 2021.

كل هذه المواقف وهذه العروض الأمريكية لم تؤثر على طموحات الرئيس فلاديمير بوتين الخاصة بالقارة السمراء؛ ففي أكتوبر 2019، وبينما كانت روسيا تستقبل أول قمة إفريقية، أعلن بوتين أن إفريقيا تعتبر بالنسبة له “هدفا استراتيجيا وسياسيا كبيرا للغاية”.

وقال “روسيا ستعود إلى إفريقيا لتحقيق أهداف عدة، بينها تأمين الأسواق لمنتجاتها الزراعية وتسويق المنتجات والخدمات العسكرية شأنها شأن الأمريكيين والأوروبيين”.

وحسب معطيات نشرها معهد ستوكهولم لبحوث السلام، فقد استوردت إفريقيا ما بين 2015 و2019 نسبة 49% من تجهيزاتها العسكرية من روسيا وهو ما يصل إلى ضعفي حجم مستورداتها من الموردين الكبيرين الآخرين وهما الولايات المتحدة (14%) والصين (13%).

القدس العربي

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

مقالات ذات صلة

علق على هذه المادة

التعليقات تعبر عن رأي صاحبها فقط ... كما يرجى الالتزام بالأداب العامة

75 − = 71