أحزاب يسارية المانية تطالب بإسترجاع مليار و387 مليون يورو التي منحتها ألمانيا للمغرب مؤخرا كمساعدة.. هل المغرب متورط في التلاعب بهذه الأموال؟ أين ذهبت؟
طالبت الأحزاب اليسارية الألمانية، من الحكومة الألمانية، باسترداد الإعانات المالية التي قدمتها ألمانيا للمغرب مؤخرا، والمقدرة بحوالي مليار و387 مليون يورو.
وجاء هذا التطور، بعد أزمة دبلوماسية بين الرباط وبرلين، بدأت عندما دعا وزير خارجية المغرب، ناصر بوريطة، بقطع جميع الإتصالات مع ألمانيا. ولحد الآن تجهل الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة التي وصفت بالعميقة، على الصعيد الرسمي.
وقبل ثلاثة أشهر في شهر ديسمبر الماضي، أعلنت وزارة الشوون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن المغرب استفاد من غلاف مالي بقيمة 1.387 مليار يورو ، بينها 202,6 مليون يورو على شكل منح، وذلك في إطار التعاون التنموي المغربي الألماني.
وفي هذا الصدد ظهرت الكثير من الأصوات المغربية تطالب بالوضوح حول مصير الأموال الألمانية والأمريكية وأيضا إعانات مالية دولية أخرى، منفصلة عن الإعانات المالية الإتحاد الأوروبي.
وقبل إعلانه عن القطيعة مع ألمانيا، كان وزير الخارجية ناصر بوريطة، قد أوضخ أن الغلاف المالي الألماني يقدم کدعم مباشر من ألمانيا لجهود المغرب في مكافحة “كوفيد -19 “، من خلال تخصيص مبلغ 717 مليون يورو للصندوق الوطني لتدبير جائحة كوفید -19، وصندوق الضمان المركزي، وتخصيص 250 مليون يورو ستخصص لتمويل الشطر الأول من الشراكة من أجل الإصلاحات التي التزم بها البلدان لفترة 2020-2022 .
وبالنسبة للمبلغ المتبقي البالغ قدره 420 مليون يورو ، فسيخصص لتمويل مشاريع التنمية الاقتصادية واسعة النطاق، من قبيل إصلاح القطاع المالي أو تطوير الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر .
وكان وزير خارجية المغرب قد أشاد بالإستفادة المالية الألمانية. لكن بعد ثلاثة أشهر، أعلن بوريطة عن أزمة دبلوماسية مع ألمانيا، أعتقد الكثير أنها بسبب موقف المانيا من قضية الصحراء، لكن المشكل الحقيقي متعلق بخلاف المنظمات المغربية مع المؤسسات المغربية التي تتعاون معها”، كما أشارت بعض الصحف الألمانية.
وقالت صحيفة “FAZ” الألمانية، في الآونة الأخيرة ، أثناء المفاوضات حول برنامج شراكة واسع النطاق، كان هناك خلاف حول وضع المؤسسات السياسية في المغرب.
وبحسب الصخيفة فإن المنظمات ألمانية التي تنشط في المغرب غير حكومية: فريدريش إيبرت وكونراد أديناور وفريدريك نومان وهانس سيدل وهاينريش بول، لديها مقرات في الرباط.
وهذه المنظمات التي لها فروع في الرباط وفي عدة دول عربية، تسعى لتحقيق أهداف كالمساواة والديمقراطية. غير أن ذلك لم يجنبها صدامات مع سلطات بعض هذه الدول.
ووفق بعض التحليلات الصحفية، “المغرب يزعجه نشاط هذه المنظمات في المغرب، كما لا يريد أن يحاسبه أحد بعد حصوله على الإعانات المادية، مما يفتح المجال للشك في سوء تدبير هذه الأموال وتحويلها عن الأغراض المخصصة لها، كما لا يريد ان يٌتهم بأنه بلدا ليس ديمقراطيا”.
وللإشارة فإن كل الدول الأوروبية لا تعترف بمغربية الصحراء، وتؤيد المسار الأممي لإيجاد حال يرضي الطرفين، ومع ذالك العلاقات الدبلوماسبة معهم طبيعية.
Ξ المصدر: همس نيوز – وكالات