سعيدة العلمي تكتب: حتى الساعة لا زالت لدينا بقية احترام لهذا الملك.. وتحمله قسطا من المسؤولية عن الواقع المغربي
Ξ بقلم سعيدة العلمي
لست من المطبلين للملك ولا لحاشيته ولا لأتباعه، و في الوقت ذاته لست من مناصرين فكرة أن النظام الملكي هو السبب الرئيسي في الأزمات المتتالية التي تعرفها البلاد، وكون استبداله بنظام ديموقراطي آخر سيحل جميع المشاكل، فهذا هراء لأن المسؤولية تلقى على عاتق الجميع وقد أثبتت التجارب أن تغيير بعض الأنظمة زاد الطين بلة وخرّب بعض البلاد حتى تمنّت الشعوب لو أنها لم تُقدم على تلك الخطوة الغير محسوبة ، ومع ذلك هذا لا يمنع من معاتبتي لهذا الملك وتحميله جانبا من المسؤولية بصفته القائد الأعلى لهذا الوطن والجالس على العرش، فحتى الساعة لا زالت لدينا بقية احترام لهذا الملك وحتى الساعة لا زلنا نأمل فيه الخير، ولازلنا ننتظر منه عملية إصلاح شاملة لهذا الوطن وتفعيل مشروع تنمية واقعي لا افتراضي، وتطبيق بنوذ الدستور بحذافيره بما فيه القضية الشائكة موضوع الحقوق والحريات التي عرفت انحدارا مريعا خلال السنوات الأخيرة، و توفير العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين جميع أبناء الشعب، ولن يتحقق أي شيء من هذا قبل عملية تطهير عميقة لمنظومة الفساد التي أبادت البلاد…
فالكل مسؤول ملك وحكومة ومؤسسات وشعب، والشعب كذلك الذي يطالب بحقوقه يجب عليه ألا ينسى أن يقوم بواجباته، بمحاربة الفساد في نفسه أولا وتربية أولاده واحترام وطنه….
أعلم أصدقائي أن تفاعلكم سيكون قليلا لأنني تطرقت لموضوع يعتبر من الطابوهات في الثقافة الشعبية للمجتمع المغربي، لأن البرمجة القديمة التي جاءت على مراحل و التي ساهمت فيها جميع مكونات وأطر البلاد بشكل مباشر وغير مباشر نقشت هذا المفهوم في الأذهان حيث أصبح من المسلمات، فبدل بناء جسر من التواصل والصراحة والشفافية يستمر مسلسل التخويف والترهيب الذي أحدث فجوة عميقة وجرح غائر، فأنا أقول كيف يكون الإنتقاد والإساءة إلى نبي هذه الأمة مباحا بينما التكلم عن حاكم البلاد مستحيلا، حقا إنه لشيء مؤلم، كما يقال : الأنبياء ملكوا القلوب والطغاة ملكوا الرقاب وشتان بين المِلكيتيْن، فالعلاقة يجب أن تنبني على الحب لا على الخوف، كعلاقتنا بخالقنا فنحن نعبده حبا لا خوفا، لأننا نعرفه فمهما توعدّنا بالعقاب فهو رحمان ورحمته سبقت غضبه.
أقول قولي هذا وانا في كامل قدراتي العقلية وعلى استعداد لتحمل شامل المسؤولية إيمانا مني أن لله الأمر من قبل ومن بعد، واستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
المصدر: حساب الفيسبوك للكاتبة سعيدة العلمي