قصة الأب الذي قتل مغتصب ابنه أمام الكاميرات على الهواء مباشرةً: غاري بلوشيه

عربي بوست

لعل أسوأ كوابيس الآباء هو اختطاف أبنائهم، أو تعرُّضهم للاعتداء الجنسي، وقد عانى الأب الأمريكي غاري بلوشيه كلا الأمرين، ولأنه لم يستطع تحمُّل ما حدث لابنه، تعقَّب بلوشيه الرجل الذي اختطف ابنه وأطلق عليه النار في رأسه وأمام كاميرات الإعلام، وهو ما أحدث ضجة وقتها.

اليوم الأقسى في حياة غاري بلوشيه
في العام 1984 اهتم الرأي العام الأمريكي بقصة غاري بلوشيه، رغم أنه عاش حياة عادية قبل هذا التاريخ. ليون غاري بلوشيه (مواليد عام 1945)، خدم لفترة قصيرة في سلاح الجو الأمريكي، حيث حصل على رتبة رقيب أول، وأصبح بعد مغادرته الجيش بائع معدات، وعمِل أيضاً مصوراً لدى محطة إخبارية محلية.

حتى اليوم الذي تغير فيه كل شيء (19 فبراير/شباط 1984)، كان يبدو عادياً، إذ اصطحب مدرب الكاراتيه الذي يُدرِّب ابنه، جودي (12 عاماً)، للذهاب في جولة، ووعد المدرب جيف دوسيه، بأنهما سيعودان خلال ربع ساعة.

دوسيه (25 عاماً)، يدرب 3 من أبناء بلوشيه (لديه 4 أبناء) الذين كانوا يحبون مدربهم، حتى إن جودي كتب عن مدربه في صحيفة المدرسة قبل عام واحد من الحادثة الأليمة، ووصفه بأنه “أفضل صديق”، كما أشار موقع All That’s Interesting الأمريكي.

لكن دوسيه لم يكن صديقاً جيداً، إذ أخذ طالبه في حافلة بدلاً من جولة الحي، وفي الطريق حلق دوسيه لحيته، بينما صبغ شعر جودي الأشقر باللون الأسود، غالباً للتخفي عن أعين الشرطة التي قد تلاحقهما. وقد وصل المدرب وطالبه إلى مدينة أخرى، حيث أقاما في نزل رخيص.

هناك (نزل بمدينة أنهايم في ولاية كاليفورنيا) اعتدى دوسيه على طالب الكاراتيه جنسياً، ثم طلب جودي الاتصال بوالديه وسمح دوسيه بذلك، وقام والدا جودي بإخبار الشرطة عن اختطاف ابنهما، فتعقبت المكالمة واستطاعت الوصول لمكان جودي وإعادته لأسرته بالطائرة.

عملية قتل مباشرة لمغتصب الابن!
والدا جودي لم يكونا يعرفان أنه تم اغتصاب ابنهما، فقد أبلغهما بذلك شرطي، وبمجرد سماع الأب ذلك أصيب بالفزع، وقال: “سأقتل ابن اللعينة ذاك”، وفقاً لوكالة Associated Press.

ويبدو أن تهديد الأب لم يكن مجرد تفريغ غضب، إذ أمضى أيامه اللاحقة يسأل عن موعد وصول المدرب إلى جلسة المحاكمة، وبينما كان في حانة صادف زميلاً صحفياً له وسأله عما إذا كانت لديه معلومة، وبالفعل كان يعرف موعد وصول مدرب الكاراتيه إلى مطار باتون روج.

دخل مدرب الكارتيه صالة المطار وهو يرتدي قبعة بيسبول ونظارة شمس، وذهب لإجراء مكالمة في الهاتف المدفوع، وهناك كان طاقم من محطة WBRZ News يركزون كاميراتهم على الشاب المغتصب للطفل، الذي سيأتي رجال الشرطة لاصطحابه من المطار.

لم تكن الكاميرات وحدها الموجهة إلى حركات دوسيه، بل أيضاً الأب الحزين بلوشيه، إذ كان هناك في المطار ينتظر وصول خاطف ابنه، وبمجرد وصوله إلى مسافة قريبة أخرج بلوشيه سلاحاً من حذائه وأطلق النار على رأس دوسيه.

في هذه اللحظة؛ قفز رجال الشرطة لتقييد الأب، بينما ينادي أحد رجال الشرطة، وهو نفسه الذي أخبر بلوشيه بتعرض ابنه للاغتصاب: “لماذا فعلت ذلك؟!”، فردَّ الأب بتلقائية بينما يبكي: “لو فعلها أحدهم بطفلك لفعلت ذلك أنت أيضاً”.

محاكمة الأب قاتل مغتصب ابنه
التقطت الكاميرات الرصاصة بينما تخترق جمجمة دوسيه، وشاهد ما يزيد على 20 مليون شخص بموقع يوتيوب كيف سقط مدرب الكارتيه، وبدأ الجدال حول ما إذا كان سيُنظر للقتل على أنه جريمة أم سيُطلَق سراح الأب، لأن ما فعله كان انتقاماً لابنه الذي اختُطف واغتُصب.

كثيرون كانوا متعاطفين بشدة مع الأب كما أشارت صحيفة The Washington Post الأمريكية، حتى إن أحد السكان المحليين أنشأ صندوق كفالة به 100 ألف دولار؛ لمساعدة عائلة بلوشيه خلال المحاكمة، لدرجة أنَّه حينما جاء وقت الحكم عليه بالسجن، قرَّر القاضي عدم سجنه، وقال إنَّ عمل ذلك كان سيؤدي إلى نتائج عكسية، لأنه كان متأكداً أن الأب لم يعتزم إلحاق الضرر بأي أحد باستثناء دوسيه.

انتهت المحاكمة بالحكم بخضوع بلوشيه للمراقبة 5 سنوات، إضافة إلى 300 ساعة من الخدمة المجتمعية. وثق بلوشيه قصته في كتاب بعنوان “Why, Gary, Why؟”؛ لمساعدة الآباء على تجنيب أبنائهم المرور بالتجربة التي مر بها، وقد مات عام 2014، نتيجة سكتة دماغية في أواخر الستينيات من عمره.

المصدر: عربي بوست

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

مقالات ذات صلة

علق على هذه المادة

التعليقات تعبر عن رأي صاحبها فقط ... كما يرجى الالتزام بالأداب العامة

+ 24 = 32