همس نيوز ـ سماح الخلايلي
من كان ليظن أن بشائر حرب عالمية ستقوم بين كبار الدول ليس بسبب طموحات جيوسياسية أو حتى أطماع اقتصادية في الثروات بل بسبب الكمامات والمستلزمات الطبية.
نعم حرب الكمامات العالمية ..على قدر ما يبدو المصطلح غريبا عن المعتاد كدعابة ما ، الا أنه لم يعد مزحة بل باتت وقائعه تترجم نفسها على أرض الواقع لدى الدول الأكثر تأثرا بنكبة فيروس كورونا المستجد والذي يواصل مسيرة حصاده اليومي من الموت والمرض بالاف الوفيات وأضعافها من الإصابات حول العالم.
لكن المثير للغرابة أكثر أن أطراف النزاع والخصوم في هذه الحرب دول عظمى لطالما تغنت بأدوارها البطولية في حل الأزمات العالمية وقدمت نفسها على أنها صاحبة الأيادي البيضاء بتقديم المساعدات الإنسانية للدول الفقيرة والمنكوبة وها هي اليوم في تعاملها مع أزمة كورونا تخلط أوراقها من جديد وتغير صورتها النمطية.
وعلى مبدأ انا ومن بعدي الطوفان …كشفت الولايات المتحدة عن أنيابها واستولت على شحنة كمامات كانت موجهة إلى فرنسا من الصين بعد تغيير وجهة الطائرة من خلال عرض أموال أكثر كقيمة للشحنة.
ويبدو أن القرصنة باتت منهجا لدى الدول التي تصارع لتخطي أزمتها الكورونية المستفحلة فألمانيا اتهمت واشنطن بالإستيلاء على شحنة كمامات كانت قادمة إليها تضم نحو 200 ألف قناع طبي وفقا لصحيفة “غارديان” البريطانية.
وفي السويد، اتهمت شركة مولنليك الطبية أمس السلطات الفرنسية بمصادرة ملايين الكمامات والقفازات الطبية التي استوردت من الصين لصالح إيطاليا وإسبانيا.
والتشيك قبلها صادرت شحنة كمامات كانت متوجهة إلى إيطاليا والتي بدورها استولت على شحنة كمامات كانت متجهة إلى تونس..
وفي حين أن أزمة وباء كورونا تتطلب تآزرا وتكاتفا عالميا يبدو أن التغييرات الجذرية التي فرضها تفشي الوباء في الأوضاع الصحية والاقتصادية والسياسية للعالم، وفجرت “سباقا محموما بين الدول الغربية على استيراد الكمامات، وأجهزة التنفس الصناعي لمواجهة المرض، قد تفسد ود الدول العظمى وتدخلها في دوامة حرب من نوع آخر .
المصدر: بوابة الشرق