عبد الله المجالي
لو كان محمد مرسي، رحمه الله، على رأس مصر الآن، وطلب من المصريين التوجه إلى الله بالدعاء والصلوات والتضرع لمواجهة انتشار فيروس كورونا، إلى جانب جميع الإجراءات الاحترازية المادية، لرأيت القنوات والفضائيات والإعلاميين والإعلاميات والنخب وما يسمى المثقفين والذباب الالكتروني وحتى علماء الدين الذين يتحركون بالريموت كنترول، يهاجمونه ويتهمونه بالعته والجنون والغياب عن الواقع والعيش في الأوهام الأيدلوجية والإخوانية، وسيتجاهلون متعمدين كل الإجراءات المادية المتخذة!
ترى ماذا سيقول كل هؤلاء عندما يعلن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وحامي حمى العربان يوم غد الأحد يوما وطنيا للصلاة لمواجهة كورونا، ويقول وهو يفتخر بذلك: “إنه لشرف عظيم، أن أعلن أن يوم الأحد 15 مارس، هو اليوم الوطني للصلاة”. ليس هذا فحسب بل قالها بوضوح تام: “نحن دولة طوال تاريخنا نذهب إلى الله من أجل الحماية والقوة في مثل هذه الأوقات”.
ترى هل يجرؤ زعيم عربي أن يقول هذا الكلام!
لقد بتنا أمة يخجل زعماؤها ونخبها من دينها، بل وصل هذا الخجل إلى كثير من المثقفين وحتى رجال الدين أنفسهم، لا بل وصل أحيانا إلى بعض الإسلاميين! ألم نر بعضهم اندفع بلا تفكير ولا تمحيص يفند أن يكون هذا الفيروس عقوبة إلهية، لا لشيء إلا لأنه يخشى أن يتندر العالم على المسلمين وعلى مشايخهم!!
نهضة الأمة تبدأ من الاعتزاز بدينها وقيمها على الوجه الصحيح، وإلا فمشوارنا طويل طويل.
نشر في موقع السبيل