همس نيوز
ما بين الذعر والحرص والترقب الذي يتناب العالم جراء تفشي فيروس كورونا .. هناك فاصل من الكوميديا دائماً ما تطلقه مصر من الحين إلى الآخر حول الفيروس القاتل يخلف ضحكاً يصل للرعب والتخوف على شعب شقيق.
رئيس الوزراء المصري يتخذ قراراً تاريخياً بتعطيل الدراسة ليوم واحد هو يوم الخميس المقبل بسبب سوء الأحوال الجوية، وليس بسبب انتشار فيروس كورونا والحد من تفشيه بين طلاب المدارس والجامعات، وكأن فيروس كورونا سيكون أرحم على أبدان المصريين من الأمطار.
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر سخرية من قرار رئيس حكومتهم، وسط مطالب جدية بتعطيل الدراسة إزاء الرعب الذي يتسببه الفيروس لملايين المصريين الذين يرسلون يومياً فلذات أكبادهم إلى مدارس تنعدم فيها صفات المنشآت العلمية فما بالك باشتراطات السلامة والصحة .
ينشر المغردون والناشطون المصريون عشرات الصور لتكدس الطلاب المصريين في الفصول لدرجة أن الأنفاس تخرج وتدخل منهم جميعاً في توقيت واحد وبإيقاع متناغم من شدة القرب .
تقول وزيرة الصحة المصرية – في تصريحات لها اليوم – إنه “لا داعى لتعطيل المدارس والجامعات، وأن الوضع حتى الآن مطمئن وأن مصر من أقل الدول من حيث الإصابة بفيروس كورونا”.. غير أن دولاً تمتلك بنية صحية متقدمة ولم تسجل بالكاد إصابات بالفيروس وتمتلك أفضل المنظومات التعليمية وتدابير السلامة عطلت الدراسة لديها احترازياً كما يقول الناشطون .
ووسط نهج الإنكار الذي يتبعه النظام المصري إزاء فيروس كورونا، بدأ العالم يحاصر القاهرة باعتبارها بؤرة أصيلة لانتشار الوباء، فدول مجلس التعاون الخليجي منعت الطيران إلى القاهرة واتخذت إجراءات احترازية تجاه العمالة الوافدة من مصر، كما أوقفت الأردن السفر البحري للقاهرة، وحتى الاحتلال الإسرائيلي أغلق معابره في وجه القاهرة.
تلك الإجراءات التي رسمت ابتسامات السخرية على مواقع التواصل إذ إنها تسببت في ازدحامات مرعبة للمصريين أمام وزارة الصحة للتحليل وإثبات الخلو من فيروس كورونا، وهو ما يعني أن مصاباً واحداً من المتزاحمين قادر على نشر الوباء إلى الملايين، لكنه يعتبر أن فرصة السفر للخارج مع احتمال الإصابة بفيروس “كورونا” أكثر رحمة من البقاء في بلد يتاجر نظامه بمعاناة مواطنيه .
حتى الآن تسجل عدد من الدول إصابات بفيروس كورونا لعائدين من مصر، وسط إصرار السلطات في القاهرة أن الإصابات مازالت منخفضة وتحت السيطرة، وسط صراخ المصريين وقلقهم الشديد الذى ترصده مواقع التواصل الاجتماعي، التي تتداول قصصا وفيديوهات عن تفشي المرض .. فالمصريون ومعهم العالم يتخوفون في أن يكون التكتم المصري سببه الجهل والاستخفاف بحقيقة كورونا .. وتلك كارثة أخرى !!!
المصدر: بوابة الشرق