حين كتب أحمد نجيم 2008 “حلم المغاربة متعلق بلقاء الملك محمد السادس”.. ماذا تغير؟

همس نيوز 

هذا المقال كتبه الكاتب أحمد نجيم سنة 2008، ونشره في موقع إيلاف في قسم الرأي، سنة 2008، ولتعزيز النقاش السياسي الثقافي، ومعرفة أطوار التاريخ القريب، إرتأى موقع همس نيوز إعادة نشر المقال مرة أخرى. وللقارئ الكريم المهتم بالشأن المغربي، كامل الحرية في تحليل مقال الكاتب الذي سلط فيه الضوء على طموحات الشباب سنة 2008، عندما فقد ثقته في الحكومات والقادة السياسيين، وكذا مقارنة الوضع الإجتماعي الحالي بعد 12 سنة، في ظل فترة حكمها ومازال يحكمها الملك محمد السادس، فهل العاهل المغربي حقق طموحات الشعب المغربي.

نص المقال:
“لقد صادفت الملك محمد السادس أكثر من عشر مرات يتجول بشارع الزرقطوني، لم يكن يرافقه حراسه، يسوق بنفسه ويحترم إشارات المرور، ندمت لأنني لم أكن أحمل معي رسالة ألتمس فيها من جلالته امتيازا كاستغلال رخصة سيارات الأجرة”، هكذا تكلم يوسف، الحلاق البيضاوي الشاب. هذه الجمل أضحت أكثر تكرارا بين عدد من سكان مدينة الدار البيضاء، خاصة المقيمين وسط المدينة وبالقرب من “لاكورنيش “عين الدئاب”.

ويؤكد هؤلاء السكان أنهم صادفوا ملكهم يقود السيارة بمفرده أو برفقة أحد أقرب معاونيه فؤاد عالي الهمة الوزير المنتدب في الداخلية “لقد رأيته ثلاث مرات بمفرده تراقبه سيارة فيها حراسه الشخصيين” يؤكد محمد سائق سيارة الأجرة الصغيرة. هذا السائق البالغ 43 سنة، ندم هو الآخر، لكونه لم يكن يحمل رسالة يستعطف فيها ملكه بمنحه امتيازا معينا “فوتت الفرصة خاصة في المرة الثالثة، إذ لم يكن يفصل بيننا سوى أمتار قليلة، كان عليي أن أكون مستعدا”. منذ آخر مرة رأى فيها ملكه أصبح محمد يحمل رسالة كتب فيها ما يرغبه “لا أريد سوى رخصة لاستغلال سيارة أجرة، فأنا أشتغل مع صاحب الرخصة مقابل منحه 250 درهما (قرابة 30 دولار) يوميا”.

وإذا كان هذا السائق يعول كثيرا على لقاء الملك محمد السادس، فإن مواطنا بيضاويا آخرا يدعى عادل، 36 وهو موظف بالقطاع الخاص، درس بعناية خلال إقامته في الدار البيضاء، الشوارع التي تمر فيها سيارة الملك وقال “الملك يتجول برفقة أقرب مساعديه بشكل يومي، ويتنقل كثيرا بين شوارع الزرقطوني والخطابي، كما يتجول بلاكورنيش”. لعادل أصدقاء من رجال الأمن، هم يخبرونه عندما يقترب منهم. الآن ينتظر هذا الشخص الفرصة المؤاتية، طبعا لتقديم طلب مساعدة من ملكه.

إن الطريقة العفوية التي يعتمدها الملك مع أفراد شعبه، تشجعهم على التفكير في الاقتراب منه، وتظهر لقاءاته شبه الدائمة، مع المواطنين، عشرات الرسائل التي يسلمها إليه مواطنوه، وتحدث بين الفينة والأخرى بعض النوادر، ففي إحدى زياراته لمدينة بالوسط الشمالي للمغرب، تمكن أحد المواطنين من تجاوز الحراس الخاصين والاقتراب من الملك، ولما تحدث إليه الملك وسأله عن مبتغاه رد بفرح “سأعود إلى البيت وأحمل معي رسالة أعددتها لهذا الغرض” فعاد إلى منزله وحمل الرسالة التي تسلمها حراس الملك الشخصيين.

هذا الهوس بلقاء الملك، كان موضوع بحث ميداني لصحافيين مغربيين هما إبراهيم الشعبي وسعاد الأشهب، إذ توصلت دراسة اعداها إلى وجود طلبات متفاوتة للمغاربة في حال إذا ما التقوا الملك يوما. وقد وجه الصحافيان للمواطنين انطلاقا من استمارة تضمن سؤالين، هما: “لو التقيت الملك، ماذا ستطلب منه لشخصك أولا، ولبناء المغرب وتطوره ثانيا؟.

وحملت الدراسة التي نشرت قبل أشهر، شهادات مفاجئة، فأستاذ من الداخلة (الصحراء ) قال “شخصيا، أنا ضد طلب أغراض شخصية من الملك، فدوره ليس حل المشاكل الشخصية فردا فردا. هذا مستحيل”. وانتقدت الدراسة روح الاتكالية التي يتمتع بها مغاربة، إذ يرغبون في الحصول على امتيازات من الملك “يجب أن نتجاوز هذه المعادلة البسيطة بين شخص يطلب وآخر يحقق. إن تكويني ومبادئي لا تسمح لي بأن أنجر معك في هذه المعادلة الخاطئة. يجب أن نربي الناس على العمل والكسب. يجب أن نتعلم كيف ننتزع حقوقنا من الدولة” قال مسرحي مغربي.

وقد أسست في المغرب جمعية لحملة الرسائل الملكية، ويطالب هؤلاء بحقهم في الشغل لمجرد أنهم التقوا الملك يوما ومدوه برسالة فرد عليها، وأضحى هؤلاء يعتبرون الشغل أو الحصول على امتياز حقا، غير أن الوزير الأول إدريس جطو رفض الذراع هذا. ويستمر عدد من المغاربة في الحلم بلقاء الملك أو مصادفته في الشارع، ومع هذا الحلم القريب التحقق يستمر هؤلاء في بناء أحلامهم.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

مقالات ذات صلة

علق على هذه المادة

التعليقات تعبر عن رأي صاحبها فقط ... كما يرجى الالتزام بالأداب العامة

47 − = 41